لعرض الذات على حقيقتها من وجهات نظر مختلفة

أهلا بك بيننا

لا تشكوا للناس جرحا أنت صائبه لا يألم الجرح إلا من به ألم ... فالضمير صوت هادئ يخبرك بأن أحدا ينظر إليك ... لو لم تكن الحياة حزينة لما خلقنا ونحن نبكي

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

الحياة بمنظور آخر

... إهداء إلى من يفهمون لغة العيون وهمسات القلوب ...

لكل من يعشق هذه الألون 




الشمس توشك على المغيب أشعتها كانت تتناثر على طول ذالك الساحل الشرقي ، خيوطها الذهبية إنكسرت خلف تلك الامواج العاتية لتشكل لونا دفع تفكيره نحو فوهة الماضي حينما كان يجلس ساعات وساعات وسكاكين الوحدة تخترق صدره الضعيف ، يتذكر حينما كان يفشل  في كل شيىء ... يتذكر حينما يخيب أمله  كلما ترك للأمل مجالا في حياته ... ذالك الأمل الذي رسم حروف عباراته المقتبسة "لايأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس'' ... كان الشاطىء في ذالك اليوم الهادىء  فارغا من الزوار .. وقت الغروب عادتا ما يكون شاعريا ورمانسيا ومحركا للوجدان ... لقد كان يعشق غروب الشمس كان يحرص أن يراقبه كل يوم  فهو متأكد أنه لن يراه في مدينته التي هرب منها خوفا  من الظلم وبحثا عن الحب !!


يسحب ببطأ ذالك الكرسي الأبيض ويحاول الاقتراب بخطى جد بطيئة نحو تلك الامواج حتى يتحسسها ... يحمل في يده الأخرى كتابه المفضل والذي كان يمضي الكثير من وقته وهو يقرأه دون ملل بالرغم من انه أكمله بالكامل ، يجلس .. يأخذ نفسا عميقا .. يحدق بعينه نحو طيور النورس التي  كانت تتسابق نحو سفينة الصيد تلك .. يوجه نظره نحو امتزاج الألوان التي لطالما حاول تجسيدها في أحد لوحاته ولكن لم ينجح ...

يغمض عينيه ليتحسس الرمال المبللة التي أخذت مكانها بين أصابع أقدام أرجله .... ثم يقول بصوت ضعيف ثابت : لماذا علي أن أنكر ذاتي ... لماذا علي أن أعبث بكياني  ... ليس مقدر لي ولأمثالي المعاناة ... من حقي أن أعيش .. من حقي أن أحلم ... كما أنه من حقي أن أتأمل غروب الشمس ... لن أظل طول حياتي على ضفاف نهر الحزن ... لن أسمح لسيوف الوحدة ان تخترق جسدي ... كفاني معاناة ... كفاني ألم ... أنا إنسان ويحق لي العيش كإنسان ... لعلي لم أجد سر الحياة لعلي لم أجد هذا السر لعلي لم أجد هذا الحب ... ولكن أنا من سيصنع الحب ... سأحب  الناس ... سأحب أهلي .. سأحب أصدقائي .. سأحب وطني ... سأحب هاري بوتر ... سأحب لوحاتي ... سأحب كتاباتي ... سأحب  الحب ... سأحب الطب ... ليس شرطا ان أحب كيانا ... مدام ذالك الكيان شيئا وهميا انا من صنعه فأكيد سأتمكن من صنع سر الحياة سأصنع الحب ....

وضع الكتاب جانبا ... إنه موعد الغروب ... وقف أمام البحر ... تجرد من كل شيىء ... رفع يديه وكأنه يحاول ضم البحر ... فقلبه كبير وواسع كالمحيط .. كان البحر لطيف .. وما زاده لطفا صوت الأمواج ... يشعر بالصفاء بعيدا عن الهموم التي أرهقته .. ينظر حوله وهو لايزال رافعا يديه ... الشمس والبحر يتهامسان ... قوارب الصيد الصغيرة  ذكرته بالماضي البسيط ... 

خاطب الشمس قائلا : إنتظرت غروبك  أيتها الشمس لأرى ذالك الشعاع الهزيل الذي يودع البحر ... وتلك القوارب التي تودع يوما مضى وصفحات إنطوت ... أيتها الشمس  انت من تحيي القلوب البائسة ...

بالأمس كان يمشي وأشلائه مبعثرة ..تتناثر على شاطئ من الأوهام ...يمشي محاولا إختراق جدران من الصمت و..سقوف من الهم ..يسير على رمال ذاك الشاطئ..يتمنى أن تسحقه الأمواج الغاضبة ...
يتعثر ..فيتمنى أن تعصف به الرياح العاتية ...
سقط أخيرا وهويتمنى أن تعبث به حجارة ساكنة ....
يقطع مسافات من الصمت ..داخل السكون ..يجوب ويبحث عن أعراض الألم بأعماق الشجون .....ينتظر بفارغ الصبر ذاك القادم المزعوم ...يبحث ..دوما عن ذاك الوعد المقطوع يبحث ويبحث ..

و اليوم هو يحضن الشمس و الإبتسامة واضحة على وجهه الشاحب  عندها تتوقف الطيور عن الهبوط.....
وتهدأ الأمواج ..وتخبو ..وتموت ....
وسط ذاك المحيط الذي بدا ..وكأنه بلاحدود......
وهاهو يوم آخر طلّ عليه ....بمنظر الغروب ...
بلأمس كان يتأمل الشمس ..وسط ذاك الكم الهائل من الشجون ...وهويتساءل ترى هل تنتظر هي أيضا وعدا من حبيب مفقود..ولكن اليوم يجمع ما بقي له على الشاطئ من أشلاء ...ليعود ... يعود وهو مليئ بالحب والسعادة مكررا كلماته البسيطة ...
''لايأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس '' .. يعود وهو ينظر للحياة بمنظور الحب :)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق